من صفات البشر أنهم ان استمروا في فعل شيءٍ ما -و لو كان غريباً- تتحول العادة إلى طبع .. و يقوم احيانا بفعلها لا ارادياً..
و بعد ذلك لا يحق لأي احد أن يحاسبه على طبعه ما دام صحيحاً ..
هذا ما حدث اليوم في (حصة القرآن) ..
فكتب الرياضيات للمرحلة الثانوية بمعادلاتها و مسائلها و ارقامها كلها باللغة الانجليزية .. مما جعلنا نكتب الارقام -لا ارادياً- باللغة الانجليزية ,,
اليوم طلبت معلمة القرآن الكريم من احدى الطالبات كتابة ارقام الآيات لدرسنا اليوم ..
ذهبت الطالبة و بدون تعمق في التفكير في التفاصيل الغير مهمة و كتبت على اللوح (سورة .... من آية 20 إلى ...)
و عندما رأته المعلمة ,, قالت و بكل احتجاج و انكار (ايش كاتبه انتِ ؟ الدرس من آية خمسه و عشرين؟؟) ..
وضحنا لها أن الطالبة كتبته باللغة الانجليزية , و بدأت المعلمة تعارض و غضبت و كأن أحداً قال لها أمراً عظيماً في بشاعته.. قالت بأن الانجليزية فقط عندما تتعاملين مع الاجانب الذين لا يتحدثون اللغة العربية فقط لاغير ..
و بدأت توسوس لنا بأنه من اعمال التغريب و هذه خطط من الغرب لنزع لغة القرآن منّا .. و قالت الكثير من الخزعبلات و (الكلام الفاضي) ..
الكل رمقها بنظرة اللامبالي و فوق رؤوسنا أثقلتنا علامات التعجب ..
ألا تزال هذه الطائفة من الناس على قيد الحياة؟!!
ألم تلاحظ بأن كل شيء حولها أصبح يتعامل و يعتمد بشكل كلي على هذه اللغة ؟!
أنا لا اشجع لغة (العربيزي) .. ولكن لا تشوهين صورة الاسلام !!
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحث الصحابة على تعلم لغات الفرس و الروم ..الخ
فقد روى البخاري عن زيد بنِ ثابتٍ قال : ((أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم له كلماتٍ من كتاب يهود ، وقال : إني واللهِ ما آمَنُ يهود على كتابي ، قال : فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلَّمتُه ، قال : فلما تعلمتُه كان إذا كتب إلى يهود كتبتُ إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابَهم)) .
و قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وقد رواه الأعمشُ عن ثابت بن عُبَيد ، عن زيد بن ثابتٍ يقول : ((أمرَني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلَّم السريانية)) .
فاستخدامُ اللغات الاجنبية في مجال التعليم والدعوة والتبليغ ، عند الحاجةِ إليها مما ثبت من هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أحدُ أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم .
ثم اللّغاتُ اليوم مفتاحُ العلوم الكونية التي أصبحَتْ ضروريةً ، لمُجاراة العَجَم والفَرَنجة ، والترقي بين الامم ، وصارت مفتاحاً للتعارُف الذي أصبح ضرورياً للعيش وأمنِ الإنسان على حقوقِه حين الاختلاط ..
وللشيخِ صفي الدين الحِلّي وهو ممن كان يحفَظُ عِدّة لُغاتٍ :
بقَدْرِ لُغاتِ المرءِ يَكثُرُ نفعُهُ وتلك له عندَ المُلِمّاتِ أعوانُ
فبادِرْ إلى حفظِ اللغاتِ مُسارعاً فكلُّ لِسانٍ في الحقيقةِ إنسانُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق